سورة الشعراء - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} فيه أربعة أوجه
أحدها: حين تقوم في الصلاة، قاله ابن عباس.
الثاني: حين تقوم من فراشك ومجلسك، قاله الضحاك.
الثالث: يعني قائماً وجالساً وعلى حالاتك كلها، قاله قتادة.
الرابع: يعني حين تخلو، قاله الحسن، ويكون القيام عبارة عن الخلوة لوصوله إليها بالقيام عن ضدها.
قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} فيه ستة تأويلات:
أحدها: من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبياً، قاله ابن عباس.
الثاني: يرى تقلبك في صلاتك وركوعك وسجودك، حكاه ابن جرير.
الثالث: أنك ترى تقلبك في صلاتك من خلفك كما ترى بعينك من قدامك، قاله مجاهد.
الرابع: معناه وتصرفك في الناس، قاله الحسن لتقلبه في أحواله وفي أفعاله.
الخامس: تقلب ذكرك وصفتك على ألسنة الأنبياء من قبلك.
السادس: أن معنى قوله {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} إذا صليت منفرداً {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} إذا صليت في الجماعة، قاله قتادة.
ويحتمل سابعاً: الذي يراك حين تقوم لجهاد المشركين، {وَتَقَلُّبَكَ في السَّاجِدِينَ} فيما تريد به المسلمين وتشرعه من أحكام الدين.


قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونُ} يعني إذا غضبوا سبوا، وفيهم أربعة أقاويل:
أحدها: أنهم الشياطين، قاله مجاهد.
الثاني: المشركون، قاله ابن زيد.
الثالث: السفهاء، قاله الضحاك.
الرابع: الرواة، قاله ابن عباس.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: في كل فن من الكلام يأخذون، قاله ابن عباس.
الثاني: في كل لغو يخوضون، قاله قطرب، ومنه قول الشاعر:
إني لمعتذر إليك من الذي *** أسديت إذ أنا في الضلال أهيم
الثالث: هو أن يمدح قوماً بباطل، ويذم قوماً بباطل، قاله قتادة
وفي الهائم وجهان:
أحدهما: أنه المخالف في القصد، قاله أبو عبيدة.
الثاني: أنه المجاوز للحد.
{وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ} يعني ما يذكرونه في شعرهم من الكذب بمدح أو ذم أو تشبيه أو تشبيب.
{إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} تقديره فإنهم لا يتبعهم الغاوون ولا يقولون ما لا يفعلون.
روي أن عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} فبكواْ عنده وقالوا: هلكنا يا رسول الله: فأنزل الله {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} فقرأها عليهم حتى بلغ إلى قوله: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} فقال: أنتم
{وَذَكرُواْ اللَّهَ كَثِيراً} فيه وجهان
أحدهما: في شعرهم.
الثاني: في كلامهم.
{وَانتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ} أي ردّوا على المشركين ما كانوا يهجون به المؤمنين فقاتلوهم عليه نصرة للمؤمنين وانتقاماً من المشركين.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} وهذا وعيد يراد به من هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشعراء لكل كافر من شاعر وغير شاعر سيعلمون يوم القيامة أي مصير يصيرون وأي مرجع يرجعون، لأن مصيرهم إلى النار وهو أقبح مصير، ومرجعهم إلى العذاب وهو شر مرجع.
والفرق بين المنقلب والمرجع أن المنقلب الانتقال إلى ضد ما هو فيه والمرجع العود من حال هو فيها إلى حال كان عليها، فصارإلى مرجع منقلباً وليس كل منقلب مرجعاً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8